منهجية إعداد البحث العلمي

منهجية إعداد البحث العلمي





المناهج جمع منهج أو منهاج , وهو لغة : الطريق الواضح , واصطلاحاً : فن التنظيم الصحيح لسلسلة من الأفكار العديدة إما من أجل الكشف عن حقيقة مجهولة لدينا أو من أجل الرهنة على حقيقة لا يعرفها الآخرون .

والبحث : لغة : الحفر والتنقيب , واصطلاحاً : هو عبارة عن إضافة جديدة للعلوم تقوم على الدليل والبرهان . إذن فمنهج البحث هو القانون الذي يحكم أية محاولة للدراسة أو التقييم على أسس سليمة .
والعلمي : نسبة إلى العلم , وهو المعرفة المنظمة التي تتصف بالصحة والصدق والثبات .
والفرق بين العلم والمعرفة : أن المعرفة هي مجرد المعلومات التي تصل إلى الإنسان بدون تمحيص أو تدليل أو برهنة . أما العلم فهو المعرفة المنظمة المصاغة بشكل قواعد وقوانين تم التوصل إليها بواسطة الأسلوب العلمي السليم الذي يجعل الإنسان على يقين من مدى صدق معارفه مهما يكن مصدره .
وليست كلمة ( علم ) مخصوصة بالعلوم التجريبية الخاضعة لمنهج العلم التجريبي الحسي فقط , كما ذهب إليه الغرب واتباعهم , بل تشمل العلوم التجريبية والعلوم النظرية معاً , إذا أخذنا في الاعتبار أن لكل علم من العلوم منهجه الذي يوصل إلى اليقين.
التعريف المختار لمنهج البحث العلمي : إن منهج البحث العلمي هو عبارة عن الطرق المقننة والمنظمة التي يسلكها الباحث في معالجة أية مشكلة من مشكلات المعرفة كشفاً واختراعاً أو تدليلاً وبرهاناً متفقاً مع الأسلوب والطريقة التي تناسبه .
·       أنواع البحوث العلمية ومناهجها:
تنقسم البحوث العلمية إلى أقسام مختلفة باعتبارات مختلفة :
فباعتبار الكمال والنقص تنقسم إلى : (أ) أبحاث كاملة       (ب) أبحاث تمهيدية غير كاملة .
وباعتبار منهج البحث تنقسم إلى :

(أ) أبحاث نظرية    
(ب) أبحاث علمية تجريبية .
·       مميزات الأبحاث النظرية :
تتميز الأبحاث النظرية بتعدد النظريات بسبب تدخل الرأي الشخصي فيها , وكذلك تتميز هذه الأبحاث بالتفرع السريع لها أيضاً , كما هو في علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما من العلوم .
منهج البحث في العلوم النظرية :
تعتمد هذه الأبحاث على المنهج العقلي المنطقي الاستنباطي , والمنطق هو العلم الذي ينظم التفكير البشري , ويضع القوانين التي تعصم الأذهان من الوقوع في الخطأ . فالباحث الذي يريد أن يكون بحثه سليماً لا تناقض فيه ولا تضارب يجب أن يلم بقوانين هذا العلم ويسلم بها , وهي أربعة :
1- قانون الذاتية : ويعني ثبوت ذاتية الأشياء وعذم تغييرها واختلاطها .
2- قانون عدم التناقض : ويعني عدم اجتماع الشيء وذده في شيء واحد , في آن واحد , ومن جهة واحدة . وباتباع هذا القانون يتجنب الباحث من الاضطراب في بحثه , بإثبات فكرة ما في موضع ونفيها في موضع آخر , مثلاً .
3-  قانون الثالث المرفوع : ويعني أن الشيء إما صواب وإما خطأ , لا يخلو من أحدهما , وليس هناك وجه ثالث.
4-قانون التعليل : وهو تفسير أسباب الحوادث والظواهر . 
(ب) الأبحاث العلمية التجريبية : وهي الأبحاث التي تجري في المجال الذي تحكمه الظواهر المحسوسة . مثل : العلوم الطبيعية , والكيمياء , والفلك وغيرها . وتعتمد هذه الأبحاث في الغالب على المنهج التجريبي الذي يعتمد على الملاحظة الحسية وعلى المعمل والتجربة والمختبر , ولكن ينبغي أن يعلم أن التجربة المعملية ليست الأساس الوحيد للمعرفة العلمية , بل المنهج العقلي الاستنباطي والرياضي أيضاً معتمد كثير من هذه العلوم وفروعها . فينبغي للباحث في مثل هذه المجالات أن لا يقصر نظره على المعمل والمختبر والتجربة في كل ما يشكل عليه . وعليه أن يعلم أن لكل حقيقة منهج بحثها الملائم , وأن المنهج التجريبي دائرته ضيقة , وذلك أن هناك مناهج عامة ومناهج خاصة .
فالمنهج العام هو الذي يصلح للحقائق المادية والامادية معاً , وهو المنهج العقلي المنطقي .
أما المناهج الخاصة فهي كثيرة , منها : منهج البحث التجريبي , الذي لا يصلح إلاّ لدراسة الماديات , ومنها : منهج المسح ودراسة الحالة , ومنهج البحث التاريخي , والمنهج الإحصائي , وغيرها من المناهج الكثيرة .
وخلاصة القول أنه لا ينبغي الاقتصار على المنهج التجريبي والاستغناء عن المنهج النظري الاستنباطي , لأن الجانب النظري الروحي هو أحد الجوانب الأساسية التي لا يستطيع أن يعيش الإنسان سعيداً بدونه مهما بلغ من التطور والتقدم في الجانب المادي , والمجتمعات الأوربية المنهارة خير دليل على ذلك .
·       صفات الباحث
البحث عملية إنتاج وإبداع وخلق وابتكار , تحتاج إلى موهبة, وليس بمقدور كل إنسان القيام بها, وينبغي أن يعلم أن التفوق الدراسي لا يعني التأهيل لهذا العمل. بل قد يكون عكس ذلك. وإذا وجدت الموهبة عند طالب ما يجب استغلالها ولا تنميتها والوصول بها إلى المستوى المطلوب والاستفادة منها .
أما مظاهر وجود هذه الموهبة عند الطلاب فهي ما يأتي :
1 – القدرة على اختيار موضوع جديد للبحث .
2 – القدرة على وضع خطة مبدئية للموضوع .
3 – القدرة على نقد الأفكار والبرهنة على فكرته .
4 – القدرة على المناقشة والفهم وتوجيه الأنظار إلى أفكار جديدة من خلال المناقشات.
هذا وهناك صفات ينبغي أن يتحلى بها كل باحث نوجزها فيما يلي :
1 – حب الاستطلاع والرغبة المستمرة في البحث والتقصي :
فهو مفتاح هذا العمل الذي لا يتصور الدخول فيه بدونه, ولذا يجب على الباحث أن يصرف من وقته قدراً كافياً للقراءت والاطلاع والفهم والتعمق في موضوعه, وأن يلم بكل مل كتب في هذا الموضوع ويهضمه, حتى يتمكن من إصدار وإعلان تنائجه سليمة من التناقض والتعارض .
وتروي كتب التاريخ الإسلامي العجب العجائب من قصص سعة علم علماء المسلمين وجهودهم المباركة في إثراء المكتبة الإسلامية بثقافاتهم الواسعة ومعارفهم الغزيرة.
وفي القرآن الكريم والسنة النبوية نصوص كثيرة تحث على العلم والبحث والنظر, والباحث عند قراءة وبحثه يكون عابداً لربه إلى جانب ما يتحقق لديه من منافع مادية ومعنوية, فبذلك هو يحقق هدفين في آن واحد.
2 – الصبر والتأني :
فلا ينبغي للباحث أن يسأم ويمل من الرجوع إلى مراجعة مصادره مرة بعد أخرى إلى أن يتضح له الأمر , ويصل إلى الغاية المقصودة, ويجب ألا يكون همة هو الحصول على الشهادة العلمية بأسرع وقت ممكن, بل عليه أن يتطلع دائماً إلى الكمال في بحثه والإخراج به بصورته اللائقة به ملتزماً بالصبر. متحلياً بالتأني والدقة, موقناً بأن الله مطلع على عمله ومحاسبه عليه.
3 – الأمانة :
وتتمثل في دقة نقل النص عن الغير, أو صراحة التعبير عن مضمونه دون لبس أو تحريف أو زيادة أو نقصان يخل بمقصود النقص, والتخلي عن هذه الأمانة صفة مذمومة اتصف بها اليهود كما ذكره الله في آيات متعددة .
4 – التواضع والبعد عن الغرور :
يجب على الباحث أن يتجنب من الكبر والاختيال, ويتذكر أن الله هو الكبير المتعال, وهو الذي أقدره بهذه القدرة على إنجاز مثل هذا العمل .
5 – الفطنة وحضور البديهة :
فلا شك أن حاضر البديهة ومتوقد الذهن هو الذي يستطيع أن يربط الأفكار ويوازن فيما بينها بموازين ثابتة ويستخلص النتائج السليمة .
6 – الموضوعية :
ويعني أن يدخل الباحث في بحثه متجرداً عن آرائه الخاصة وأهوائه الشخصية:
وينظر إلى الموضوع نظرة غير منحازة . إلا إذا كان الأمر يمس عقيدته. فلا يتجرد الباحث عن عقيدته عند صياغة القوانين واستنتاج النتائج, وليس هذا كلاماً عاطفياً, وإنما هو تقرير منطقي , وذلك أن البحث لا يقوم على هوى, وإنما يقوم على الاستنباط والعقل والبرهان , والعقيدة الاسلامية قامت على أساس من العقل والعمل والدليل والبرهان خلافاً للعقيدة النصرانية التي هي مجرد مشاعر وأحاسيس وتسليم قلبي دون اقتناع عقلي .
وإذا كانت العقيدة الإسلامية بهذه المثابة من الثبوت والقطعية فلا مبرر للتنازل عنها أو تصورها مصادمة للعمل والمنطق السليم .
ومن أمثلة عدم الالتزام بالموضوعية في البحوث ما تفعله الدول الشيوعية من التدخل الصريح والحيلولة دون ظهور نتائج علمية لا تتفق مع مبادئها وثقافتها, والحكم على أصحاب مثل هذه النظريات والأبحاث بالإعدام أو الاعتقال أو النظر ...الخ .
7 – الشك والتجرد من الآراء التي لم يقم عليها دليل :
وعلى الباحث ألا ينخدع بكثرة القائلين بفكرة ما أو بشهرتهم , لأن الحق مستقل عن القلة والكثرة, والشهر لا تعني العصمة من الخطأ, ومن هنا فالباحث عليه أن يفحص كل ما يقرأ, ولا يسلم بكل ما قرره غيره , بل عليه أن يفكر ويدرس ويوازن بين الآراء حتى تبرز شخصيته .
8 – الالتزام بمبادئ الأخلاق :
بحيث يقصد الباحث من بحثه خدمة البشرية وتقديم ما فيه صلاح للإنسانية, لا أن يتجه بعلمه وتحقيقه إلى نشر الشر والفساد أو أن يستخدم خبراته وتجاربه العلمية في إختراع أساليب الفتك والدماء للبشرية, كما يفعله مفكرو العالم المتقدم المتحضر اليوم.


·       الاقتباس :
للاقتباس أشكال عديدة أهمها :
1 – الاقتباس النصي .
2 – الاقتباس عن طريق التلخيص .
3 – الاقتباس بإعادة الصياغة .
4 – الاقتباس النصي وشروطه :
هو عبارة عن نقل عبارات الكاتب بنصها دون أي تصرف فيها, بقصد تدعيم وجهة نظر, أو إبراز خطأ صاحب النص .
أما شروط الاقتباس النصي فهي كالتالي :
1 – التأكد من صحة نسبة النص إلى قائله, وذلك بالرجوع إلى مصدره الأصلي.
2 – وضع النص المقتبس بين قوسين لتمييزه عن كلام الباحث .
3 – في حالة ازدياد حجم النص المقتبس على ستة أسطر يميز النص المقتبس بكتابته بحروف أصغر من الكتابة العادية , وبتضييق المسافة بين السطور وترك مسافة بيضاء على جانبي الصفحة .
4 – عند حذف جزء من النص المقتبس لحاجة ما يوضع مكان الجزء المحذوف عدد من النقاط بين قوسين هكذا : ( ... ) وعند الإضافة إلى النص ...
5 – مراعات التنسيق بين النصوص المقتبسة, حتى لا ينقض نص نصاً آخر .
6 – محافظة الباحث على شخصيته بين الاقتباسات, وذلك عن طريق التمهيد للنص المنقول والتعليق عليه , وشرح النصوص الصعبة فيه, والمقارنة بين النصوص بعضها ببعض .
7 – يذكر الهامش اسم الكتاب المنقول منه النص واسم مؤلفه ورقم الصفحة وتاريخ الطبع ومكانه .
2 – الاقتباس عن طريق التلخيص :
يعتمد الباحث في بحثه على ما كتبه سابقوه , ومن ثم يحاول أن يضيف إليه جديداً , ولكن لو ذهب الباحث يعرض آراء سابقيه واستنتاجاتهم كما هي في بحثه لأدى ذلك إلى ازدياد حجم بحثه ازدياداً معيباً, ومن هنا يسلك الباحث طريقاً آخر يتفادى به هذا العيب, وهو طريق التلخيص, حيث يستخلص صفحات متعدد في سطور محدودة, ويشير في النهاية إلى المرجع وبقية البيانات .
3 – الاقتباس بإعادة الصياغة:
قد يحتاج الباحث إلى إعادة صياغة النص إذا رأى فيه صعوبة على القارئ, فيعيد صياغته بأسلوبه الخاص. ويوضح ما فيه من الغموض والخفاء , وذلك بعد فهمه واستيعابه له .
والمقصود من استعمال هذه الطريقة :
أ – تقليل النقول النصية في الرسالة حيث لا يوجد هناك داع .
ب – أبراز قدرات الطالب في فهم النصوص وحسن استخدامها .
ج – الضبط والتعليق على الأماكن المحتاجة إلى ذلك .
·       التقويم والاستنتاج :
ليس الغرض من اقتباس النصوص جمعها وتضخيم حجم الرسالة بها , وإنما المقصود تقويمها واستنتاج ما يمكن استنتاجه منها , وبالتالي الوصول إلى فكرة جديدة عليها .
والبحث العلمي هو الذي يتميز بالأصالة الفكرية , والباحث العلمي ليس جامع معلومات أو جامع علم , وإنما هو باحث أصيل لا يأخذ الأفكار على علتها , وإنما يقوم بغربلتها ويختار ما هو صالح ومفيد لبحثه فحسب .
·       خطوات إعداد البحث العلمي
تنحصر خطوات إعداد البحث العلمي في :
أولاً : اختيار موضوع البحث .
ثانياً : أعداد خطة البحث .
ثالثاً : جمع المصادر والمراجع .
رابعاً : جمع المادة العلمية .
خامساً : صياغة وتوثيق البحث .
سادساً : فهرسة المراجع .
§       الخطوة الأولى . اختيار موضوع البحث :
وهي أهم خطوات البحث وكذلك أصعبها نظراً لأهميتها , واختيار الموضوع يكون بإحدى طريقتين :
الأولى : اختيار الموضوع من قبل الباحث .وهي الأسلم والأمثل , لأن الباحث هو الذي سيتولى مهام بحثه وهو المتصرف فيه , وهو يختار الموضوع بناء على ميوله ورغباته وقدراته وإمكانياته , ويحسن التفكير في اختيار الموضوع منذ الدخول في الدراسة الجامعية .
§       الثانية : اختيار الموضوع من قبل الأستاذ المشرف .
ويضطر إليه في الغالب من لم يتمكن من اختيار الموضوع أثناء الدراسة الجامعية أو بعدها , وهذه الطريقة قذ تكون أولى إذ يتوافر لدى المشرف موضوعات مهمة تصلح للكتابة فيها .
ü   أما شروط اختيار موضوع البحث فهي:
أولاً – الجدة والابتكار : فلا يختار موضوعاً قد بحث فيه أو سجل به من قبل , لكي لا تعم ظواهر الاتكال والسرقة الأدبية والعلمية .
والمدة الدنيا لتقديم الرسالة سنتان , والقصوى أربع سنوات , ويجوز تمديدها في حالة وجود أعذار مقبولة لدى الجهات المعنية .
ثانياً – الرغبة : فلا بد أن يكون الموضوع مما يرغب فيه الباحث رغبة تحثه على البحث الجد والإبداع المفيد وتأصيل الشخصية, ولذا يجب على الطالب أن يسأل نفسه قبل اختيار الموضوع الأسئلة الآتية :
1 – هل أحب موضوعي وهل أميل إليه؟ وهل هو مشوق بما فيه الكفاية ؟
2 – هل في طاقتي أن أقوم بهذا العمل ؟
3 – هل من الممكن إعداد رسالة عن هذا الموضوع ؟
4 – هل يستحق ما يبذل فيه من جهد, ذهنياً أو جسدياً أو مادياً ؟
5 – هل من الممكن إعداد البحث خلال المدة المحددة له ؟
6 – هل من الممكن تغطية البحث التغطية الكاملة ؟ وهل من الممكن إيجاد المادة الكافية ؟
ثالثاً – الدقة والوضوح :
فيجب أن يكون الموضوع دقيقاً في تناوله للأفكار وواضحاً في معناه, والأعلى المراد لا لبس فيه ولا غموض .
رابعاً – التحديد اللفظي , حيث لا يكون طويلا مملاً ولا قصيراً فحلاً .
خامساً – المصادر والمراجع : فيجب التأكد من توفر مصادره حتى لا يذهب وقته وجهده عبثاً, وقد يضطره الوضع إلى تغيير الموضوع بعد قضاء وقت وجهد طويلين .
ü   الخطوة الثانية : إعداد خطة البحث :
( 1 ) عنوان البحث :
وهو أكثر تحديداً من الموضوع , وقد يكون العنوان هو الموضوع نفسه , ويشترط فيه أيضاً :
( أ ) الجدة والابتكار .      ( ب ) الدقة والوضوح .          ( ج ) التحديد اللفظي .
( 2 ) مقدمة البحث :
وتشمل عناصر عديدة :
( أ ) التعريف بالبحث : بحيث يأتي الباحث فيه بتعريف واف موجز بموضوع البحث والمشكلات التي يثيرها.
( ب ) غرض البحث : أي الهدف الرئيسي والدوافع التي تكمن من وراء إعداده .
( ج ) الدراسات السابقة وعلاقتها الوثيقة والنفع الذي تقدمه للبحث .
( د ) منهج الدراسة : وتشمل الخطوات والطرق والأساليب المعنوية والمادية المستخدمة .
( هـ ) أهمية البحث : يذكر فيها الأسباب والمبررات التي تستند إليها أهمية البحث .
( و ) الشكر والثناء : لجميع الجهات والأشخاص المادية والمعنوية التي ساهمت في إعداد البحث.
( 3 ) الأبواب والفصول وعناوينها :
ينقسم البحث إلى أبواب ثم إلى فصول, ثم مباحث ثم مطالب ثم فروع ثم بنود , ولا بد من ذكر عنوان أو تعريف لكل باب وفصل, وتحديد عدد الأبواب والفصول أمر متروك للباحث يحدده تبعاً لموضوعه , وليس من الضروري التماثل بين أعداد الفصول , وإنما يجب التناسق والترابط بين عناوين الأبواب والفصول وبين عنوان البحث الرئيسي.
4 - الخاتـمـة
يذكر فيها الباحث خلاصة سريعة للبحث , وكذلك النتائج والأفكار الرئيسية المستخلصة أو التي توصل إليها في بحثه . وكذلك الآراء التي أبداها أثناء كتابته . تلك الآراء التي تترسخ فيها شخصية الباحث ومركزه العلمي .
§       تعديل خطة البحث :
وهو أمر لا بأس به عند الضرورة , لأن الخطة الأولى هي خطة مبدئية مرتجلة تخمينية , وغالبا ما يجد الباحث ما يخالفها أو يتناقض مع عناصرها وأفكارها , أو يتطلب تقديما أو تأخيرا وما إلى ذلك . ولكن يشترط في التعديل أن لا يمس بجوهر الموضوع . وغالبا ما يكون التعديل في شكل استبدال عناوين بأخرى , أو نقل وإعادة ترتيب العناوين بين الأبواب والفصول .

ü   الخطوة الثالثة – جمع المصادر والمراجع :
ويمكننا تأصيل هذه الخطوة ضمن الأمور التالية :
1-         جمع المصادر والمراجع المتعلقة بالبحث والتي تخدم موضوعه .
2-         جمع المصادر والمراجع المتعلقة بالاقتناء المادي أو التدوين .
3-         اقتناء المصادر والمراجع القديمة , والتي تزخر بالمعلومات الوفيرة والحقائق الغزيرة .
4-          اقتناء المصادر الحديثة , حيث يجد فيها الباحث مبتغاه من العلوم الحديثة والنظريات المستجدة .
5-         التعرف على المخطوطات المتعلقة بموضوع البحث .
6-         الاطلاع على الدوريات كالمجلات والنشرات والجرائد ... الخ .
7-         الاطلاع على الوثائق الرسمية .
8-         الاطلاع على أمهات المراجع والمصادر حتى ولو لم تتعلق بالبحث .
9-         الاطلاع على المصادر والمراجع الأولية الأصلية .
10-    الاطلاع على المصادر الثانوية .
وينبغي ألا يغفل الباحث عن الجمع بين المصادر الأصلية والثانوية والقديمة والحديثة , فإنّ هذا التنوع في المصادر يساعده كثيرا في تكوين الرؤيا الواسعة والواضحة للموضوع , ومن ثم تنوع المعالجة في الكتابة والشرح .

ü   الخطوة الرابعة – جمع المادة العلمية :
وهي أهم خطوات إعداد البحث , ويتم جمع المادة العلمية بخمسة أشكال :
أولا – القراءة .
ثانيا – المناقشة والاستبيان .
ثالثا – التدوين .
رابعا – الاقتباس .
ü   خامسا – الملاحظة والتجربة .
أولا – القراءة :
وهي من لا يتقنه الجميع , ولها أسلوبها وذوقها , وخطواتها ومراحلها , حيث تبدأ القراءة بالاطلاع السريع على فهارس المراجع العامة , ثم على فهارس الكتب الخاصة ذات العلاقة الوثيقة بالبحث , ثم تأتي مرحلة التعمق والتبحر في الجزئيات والقراءة الشاملة للمراجع الأصلية والثانوية والقديمة والحديثة .
وينبغي للباحث أن ينظم أوقاته للقراءة والاطلاع مراعيا لظروفه الصحية ولقواه الذهنية والجسمية , بحيث لا يكون الأمر فوضى , كذلك عليه أن يختار المكان المناسب البعيد عن الضوضاء والمشتقات .
ثانيا – المناقشة والاستبيان :
وذلك عن طريق سماع ومناقشة أهل العلم المختصين , إما مباشرة , وهو ما يسمى بالاستبيان الشفهي , وإما بمراسلتهم كتابيا وهو ما يسمى بالاستبيان الكتابي , وطريقة الاستبيان الشفهي أولى وأنفع من طريقة الاستبيان الكتابي وهو أمر لا يخفى على أحد .
ثالثا – التدوين :
بعد جمع المصادر والمراجع والتعرف عليها يقوم الباحث بتدوين الموضوعات المتعلقة بالبحث إما بالكتابة أو التصوير , وذلك إما بالنقل الحرفي أو الاختصار أو التلخيص .
ويتم تدوين المعلومات إما على البطاقات المختصة بهذا الغرض أو في الدوسيهات , ففي حالة التدوين على البطاقات تقسم البطاقات إلى مجموعات حسب عدد الأبواب , وكل مجموعة يدون فيها المعلومات الخاصة بالباب الذي يتبعها , وفي أعلى أحد جوانب البطاقة تكتب المعلومات التالية :
اسم المؤلف كاملا
عنوان الكتاب كاملا
بيان النشر – الناشر , والمكان , وتاريخ النشر
بيان الأجزاء , والمجلدات , والصفحة
وكما قرأ الباحث موضوعا ذا علاقة بالبحث دونه في إحدى بطاقات الباب الذي تتبعه , وبعد الفراغ من عملية البحث والتدوين يوزع بطاقات الباب الواحد على فصوله , وكذلك بالنسبة للتدوين في الدوسيهات يكتب في الصفحة الأولى من مجموعة أوراق الباب الواحد نفس البيانات التي تكتب على البطاقة .
وبعدما يفرغ الباحث من جمع وتدوين المعلومات في البطاقات أو في الدوسيه يقوم بفرزها ويكتفي بالمطلوب منها وما لهو علاقة وثيقة بموضوع البحث ويوزعها على الأبواب والفصول .
المفاضلة بين نظام البطاقات ونظام الدوسيهات :
اختلف الباحثون في التفضيل بين النظامين ، وذهب إلى القول بكل واحد منهما جمع منهم، ولكل وجهة نظره ، إلا أنه قد فضل نظام الدوسيهات على نظام البطاقات لما فيه من يسر وسهولة التعامل مع الأوراق ، ولما فيه ضمان أكثر ومحافظة أفضل للأوراق من البطاقة، ولقلة التكلفة المالية فيه.
رابعاً _ الاقتباس :
وقد سبق تعريفه وبيان أشكاله وشروطه وقواعده في الصفحات السابقة .
خامساً _ الملاحظة والتجربة :
وتعني الملاحظة التبحر والغوص في الحقائق توصلاً إلى المعاني البعيدة والعميقة , وهذا يساعد في تنمية مواهب الباحث الفكرية , واستعداداته الذهنية الخلاقة , والتي يمكن لاستخدامها في الكشف عن حقائق أخرى جديدة تفيد في البحث .
أما التجربة فهي الخبرات التي يكتسبها الباحث بملاحظاته واطلاعاته . وميدان الملاحظة والتجربة هي العلوم التطبيقية , كالفلك والكيمياء , والطب والصيدلية والهندسة والفيزياء , وأسلوب الملاحظة والتجربة له تطبيقاته وآثاره في كثير من العلوم وعند كثير من العلماء , مثل النظام وابن سيناء والمقريزي وغيرهم .
وتؤيد تقريراتهم وعباراتهم أن أسلوب الملاحظة والتجربة لا بد منه لخلق الملكة الذهنية العلمية , والقدرة على التبحر والغوص في الأفكار والمعاني .
ü   الخطوة الخامسة – صياغة وتوثيق البحث :
أي كتابة البحث بصورته النهائية بأسلوب ذاتي وتعبير شخصي , وذلك بعد استيعاب المادة المجموعة وهضمها جيدا , ومع مراعاة قواعد وإجراءات صياغة البحث مثل جمال الأسلوب وسلاسته , واستخدام اللغة العربية الفصحى , والدقة في التعبير , وتجنب التكرار المعيب , والتقليل من اقتباس المشهور من الأمثال والأقوال والآراء , وتجنب المبالغة والشدة في نقد الآخرين , والالتزام بالموضوعية , وتجنب الجدال العقيم الذي لا فائدة منه . كل ذلك مع محاولة إبراز شخصية الطالب واستقلاليته في الصياغة , وقدرته على الكتابة , وتمكنه من المادة .
ü   الخطوة السادسة – فهرسة المراجع :
وتعني توثيق المراجع التي استفاد منها الباحث في إعداد بحثه , وله طريقتان :
الأولى : كتابة المراجع في نهاية كل باب أو فصل .
ثانيا : كتابة المراجع كلها في نهاية الرسالة أو البحث .
ولا شك أن الطريقة الثانية أولى وأسلم من الطريقة الأولى لما تتميز بسهولة الرجوع إلى المراجع المجموعة في مكان واحد.

تعليقات