وأنا أعيد فتح بعض الأدبيات الدراسية في حقل علم الاجتماع من أجل التحضير لمسابقة الدكتوراه شدّت انتباهي العديد من الروايات التي تتكلم عن أهم منظري هذا العلم وطبيعة الإرث الثقيل الذي تركوه فمنهم من ترك مؤلفات حرص على انتاجها بنفسه وشهد خروجها الى العلن و واتاه الحظ لكي يدافع عنها و يشهد ثناء العامة والخاصة عليها ونقدهم لها، و منهم من توفي ولم يترك أي مؤلف لكن أعماله لم تغبن فقد أخذ طلبته المشعل بقوة وقاموا بجمع أعماله و أخرجوها في قالب فكري يوضح توجه وفلسفة أساتذتهم .. وشتان ما بين الأمس واليوم فنحن اليوم أمام مرحلة متأزمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى فنحن أمام معضلتين :
- أساتذة لا تنتج وتعمد الى الاتكال وفقط.
- (حتى و إن وجد بعض الأساتذة المبدعين والرافضين للاتكال ) فالطلبة لن تكترث لأعمالهم و لن تتحمل مشقة جمعه أو تأليفه و رد جميل أساتذتهم.
فمعظم أساتذة علم الاجتماع في الجزائر تعيد الاستهلاك وتقدس مبدأ الاتكالية، حتى أنني وبعد مدة من خروجي من أسوار الجامعة صدق حدسي وحكمي السابق والذي بحت به في احدى الحصص التطبيقية لأستاذة كانت تدرسني علم النفس الاجتماعي للعمل و يا ليتني لم أبح به فقد لاحقتني لعنة هذا التصريح، عندما عمدت الى اقصائي وحرماني من نقطتي التي استحقها ، رغم أنني لم أنطق إلا حقا وقلت لها يا أستاذة إنني مستغرب حقا من طريقة التلقين التي نتلاقاها في الجامعة فمعظم الأساتذة يعيدون علينا معرفة لا يملكون فيها لا ناقة ولا جمل فهي محض معرفة اقتبسوها من كتب مصرية أو فرنسية ولأساتذة من درجاتهم حتى انها لا تعتبر كتابات الرواد الأوائل أو علماء مشهورين وقلت لها بالدارجة ( ياخي هوما خير منهم وعلاه ما يعطوناش علمهم هوما وابداعاتهم وكتاباتهم ).. و بالمقابل حتى و إن وجد بعض الأساتذة المنتجين للمعرفة والمثابرين المقدسين للعمل والرافضين لمبدا الاتكال، فلن تجد الطلبة القادرين على أخذ زمام المبادرة و المساهمة في صون أعمال اساتذتهم في قالب يحفظ علمهم ويجسد فلسفتهم ويدافع عنهم ويكون مرجعا للأجيال القادمة ، وهذا أضعف الايمان في رد الجميل بالإضافة الى الفائدة العلمية التي ستنجر من وراء هكذا فعل ..
روابح سامح ...2017/09/07 ســــــ: 14.30
تعليقات
إرسال تعليق