فرضيات البحث


يقوم البحث العلمي بطبيعته على عدد من الخطوات المتسلسلة. وهذه الخطوات تأتي بالتدريج من أول خطوة، وتتَّسم بوضع عنوان البحث العلميّ، ثم تحديدٌ المشكلة، وتأتي الفرضية بالترتيب الثالث من الخطوات المعدة لإنشاء بحث علميّ، ووضع الفرضيات يكون قائم على مشكلة البحث المراد حلها، بحيث يتساءل الباحث، هل تكون مجرد فرضية واحدة أم عدد من الفرضيات؟ وتعتبر الفرضيات البحث عن مسببِّات وأبعاد المشكلة.
الفرضية:
فرضية البحث عبارة عن حل محتمل مبدئي أو تفسير مؤقت، يحتمل الصحة أو الخطأ، يحاول الباحث أن يتحقق من صحته من خلال إجراءات البحث وأدواته، بحيث يضع قراراته وخبراته كحلّ للمشكلة البحثية، وتكتب الفرضيات بشكل يجعلها ذات صلة وثيقة بمشكلة البحث.
أهمية الفرضيات:
*.تعمل على تحديد مجال الاهتمام.
*.تعمل على تركيز البحث بنوع معين من المعلومات.
خصائص فرضيات البحث:
*.تتكلم الفرضية عن مجتمع البحث، بحيث تتكلم عن العلاقة القائمة فيما بين المتغيرات في هذا المجتمع.
*.يجب أن تكون الفرضية ذات علاقة إيجابية أو سلبية.
*.لا يمكن إثبات الفرضية، إلّا عند مناقشتها بالمنطق والعقل، وهكذا تثبت صدقها من عدمه.
*.البحث عن مدى صدق الفرضية، ومن ثمّ البحث عمّا يبطلها للتأكد.
*.من الممكن صياغة الكثير من الاستنتاجات والتنبؤات المتنوعة من وراء فرضية بحثية.
معايير تقييم الفرضيات:
*.صياغة الفرضية بوضوح تام، وأن تكون المصطلحات محددة وإجرائية.
*.مراعاة قَابلية الفرضية للبحث والاختبار.
‏* أن تشمل الفرضيات جميع الحلول الممكنة.
*.تناول الفرضيات للفروق والعلاقات فيما بين المتغيّرات.
*.إسناد فرضية البحث لدراسات سابقة أو معالجات نظرية، موضحة في ذلك مبرراتها المنطقية.
*.محدودية الفرضية بحيث لا تكون ذات مجال مُتَّسع.
مكونات الفرضية:
تتكون الفرضية من متغيرين، هما: المتغير المستقبل، والمتغير التابع.
المتغير المستقبل هو المؤثر في المتغير التابع.
أنواع الفرضيات:
*.الفرضية الصفرية وترمز بـ "h0": هذه الفرضية متعلقة بأكثر من مجتمع معين، ومع ذلك تصاغ بطريقة تنفي أي وجود لفروق أخرى، أو لها علاقة تدل بمتغيرين أو أكثر إحصائياً، بحيث تهتم هذه الفرضية بالعلاقة السلبية فيما بين المتغيرات، أمثلة على هذا النوع من الفرضيات:
*.لا وجود لعلاقة فيما بين النوع والتحصيل الدراسي.
*.لا وجود لعلاقة دالة بين لون الشخص والذكاء إحصائياً.
*.لا وجود لعلاقة فيما بين التحصيل والطول.
*.الفرضية البديلة وترمز بـ "h1": يطلق على هذا النوع من الفرضيات، بالفرضية المباشرة كمسمى آخر لها، وتعطي للمتغيرات الملاحظة فيما بينها دلالات إحصائية، وهذه الفرضية تعطيك علاقة عكسية أو طردية، وتعني هذه الفرضية بوجود علاقة إيجابية فيما بين المتغيرات قيد الدراسة.
أمثلة على هذا النوع من الفرضيات:
*.أن تجد علاقة واضحة وكبيرة ما بين التدخين وما ينتج عنه من مرض القلب.
*.تواجد علاقة سليمة ذات إيجاب بين تحضيرك للاختبار ونجاحك في اختبار المادة، فيدل هذا على الدلالة الأحصائية.
أكثر الفرضيات انتشاراً في البحوث العلمية
الصيغة المنتشرة في البحوث العلمية، هي صياغة الفرضية الصفرية، والسبب خلف شيوعها، كالتالي:
*.التحقق من الأخطاء في القضية أسهل من التحقق من صحتها.
*.تستند صحة الفرضية الصفريّة لنموذج احتمال، هذا يعني بأن القرارات التي تتعلق بقبول أو رفض تلك الفرضية، تكون ضمن عبارات احتمالية.
شروط صياغة الفرضيات:
*.أن تكون الفرضية معقولة ومنسجمة مع الحقائق العلمية، بحيث ألَّا تكون من الخيال أو متناقضة.
*.على الباحث أن تكون صياغته لفرضية البحث دقيقة –جداً- ومحدودة، بحيث تكون قابلة للتحقق من صحتها والاختبار.
*.أن تكون الفرضية قادرة على تفسير الظواهر، وتطرح حلول للمشكلة.
*.على الفرضية أن تكون موجزة وواضحة في الصياغة وبلغة بسيطة وسهلة، مع الابتعاد عن العموميات والتعقيدات.
*.أن تبتعد الفرضية عن احتمالات التمييز الشخصي للباحث.
*.يعتمد البحث إمّا على فرضية واحدة أو على عدد محدود من الفرضيات، بحيث تكون مكمّلات لبعضها البعض بعيداً عن التناقض.
*.أن تكون هناك علاقة فيما بين الفرضية الموضوعة ومشكلة البحث، لحل مشكلة البحث ومعالجتها، والإجابة عن الفرضية.
مصادر صياغة الفرضيات:
*.الحدس والتخمين: يعتبر الحدس ظاهرة طبيعية تحدث مع الجميع، والفرضية التي تقوم على الحدس؛ من الصعب ربطهما بالإطار العام ليشملها، فالفكرة التي يرغب الوصول إليها الباحث، من الممكن أن تكون الحل الأمثل لمشكلة البحث، تلك التي تأتي عن طريق الحدس، أو قد تساعد في الإدراك فيما بين علاقات الأشياء وفهمها.
*.الملاحظة والتجارب الشخصية والخبرة العملية: اعتماد الباحث على ما يلْحظه من خبرات وتجارب في وضع الفرضيات المحددة.
*.الاستنباط من نظريات علمية: يدرس الباحث بعض الأجزاء من النظريات العلمية في مجال بحثه، وبناءً عليه يتم وضع الفرضيات.
*.المنطق: في بعض الأحيان، يتم بناء الفرضية على أسسٍ منطقية، وحكم العقل الذي يبرر تلك الفرضية، ويتم بذلك صياغتها بما يتناسب مع المنطق.
الطرق المتبعة لصياغة الفرضيات:
*.الصيغة التفاضلية أي المقارنة: مثال: التحصيل الدراسي للطالب الذي يدرس أفضل من التحصيل الدراسي للطالب الذي لا يدرس.
*.الصيغة التضمينية أي الشرطية: مثال: إذا ازداد معدل الدراسة اليومي للطالب؛ فإن حصوله على الدرجات ستزداد شرطية. وهنا ننصح بعدم استخدام هذه الصيغة في الكتابة للفرضيات.
*.الصيغة التقريرية أي العبارة التصريحية: مثال: تزداد كمية الإنتاج الزراعي لمحصول الموز مع زيادة كمية السماد الطبيعي.
*.صيغة الدعوة: دعوة للمزيد من التقصِّي والبحث حول الفرضيات، وهذه الصيغة تستخدم كثيراً في البحوث النوعية.
ملاحظات مهمة حول صياغة الفرضيات
*.من الممكن أن تكون في البحث إما فرضية أساسية أوعدة فرضيات، ولكن يجب أن تُغطِّي جميع جوانب البحث.
*.من الممكن أن تُصاغ الفرضية إما بالنفي أو الإثبات.
‏*. يستحسن أن تكون الفرضية سهلة.
‏*. يجب أن يكون للطالب خبرة في صياغة الفرضيات.

تعليقات